أطعمة تحفز الصداع النصفي

5 أطعمة تُسبّب الصداع النصفي للإنسان

الصداع النصفي هو حالة شائعة يعاني منها الكثير من الأشخاص حول العالم، ويُعتبر من أنواع الصداع الأكثر إزعاجًا والتي تتسبب في تعطيل حياة الأشخاص اليومية. يتميز الصداع النصفي بآلام حادة على جانب واحد من الرأس، ويصحبه غالبًا أعراض أخرى مثل الغثيان، والتقيؤ، وحساسية للضوء والصوت. وعلى الرغم من أن الأسباب الرئيسية لهذه الحالة قد تكون وراثية أو نتيجة لتغيرات في كيمياء الدماغ، إلا أن بعض الأطعمة قد تُحفّز أو تُسبب حدوث نوبات الصداع النصفي عند بعض الأشخاص.

في هذا المقال، سنتناول خمسة أنواع من الأطعمة التي يُعتقد أنها تُسهم في تحفيز الصداع النصفي، مع التركيز على كيفية تأثيرها على الجسم وكيف يمكن تجنبها لتقليل احتمالية حدوث النوبات.

1. الجبن المُعتق (Cheese)

الجبن، وخاصة الجبن المعتق مثل الشيدر، والبارميزان، والروكفورت، من أكثر الأطعمة التي يرتبط تناولها بحدوث الصداع النصفي. هذا يرجع إلى احتوائها على مادة “التيرامين” التي تتكون من التحلل الطبيعي للبروتينات في الطعام. يُعتقد أن التيرامين قد يؤثر على الأوعية الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى تمددها أو انقباضها، مما يُسبب الصداع. هذه المادة يمكن أن تحفز نوبات الصداع النصفي لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاهها.

من الأطعمة الأخرى التي تحتوي على التيرامين، الأطعمة المخمرة مثل المخللات، واللحوم المُعالجة، وبعض أنواع الأسماك المدخنة. ولتجنب هذه المشكلة، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي بتقليل استهلاك هذه الأطعمة أو تجنبها تمامًا، خاصة تلك التي تحتوي على كميات كبيرة من التيرامين.

2. الشوكولاتة (Chocolate)

الشوكولاتة، على الرغم من أنها تعتبر من الأطعمة المحبوبة لدى الكثيرين، إلا أنها من الأطعمة التي تُسبب الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص. تحتوي الشوكولاتة على مادة “الفينيل إيثيل أمين”، وهي مركب كيميائي قد يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية في الدماغ. كما تحتوي الشوكولاتة أيضًا على التيرامين والكافيين، وكلاهما يُعتقد أنهما من المحفزات المحتملة للصداع النصفي.

عند تناول الشوكولاتة، يمكن أن يحدث ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى حدوث تحولات في الأنسجة والأوعية الدموية، ما قد يؤدي إلى انطلاق نوبة من الصداع النصفي. يعاني بعض الأشخاص الذين لديهم حساسية لهذه المكونات من نوبات صداع نصفي بشكل متكرر بعد تناول الشوكولاتة، لذا يوصى بتجنبها أو تناولها باعتدال.

3. المشروبات الكحولية (Alcohol)

يُعتبر الكحول من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى حدوث الصداع النصفي لدى العديد من الأشخاص. على الرغم من أن تأثير الكحول يختلف من شخص لآخر، إلا أن هناك ارتباطًا قويًا بين استهلاك الكحول وظهور نوبات الصداع النصفي. يُعتقد أن الكحول يحتوي على مواد معينة مثل “التيرامين”، وأيضًا يُسهم في توسيع الأوعية الدموية في الدماغ، مما يساهم في تحفيز حدوث نوبات الصداع.

من بين أنواع الكحول التي يرتبط استهلاكها بالصداع النصفي، تأتي النبيذ الأحمر في المرتبة الأولى، وهو ما يفسره بعض الخبراء باحتوائه على مركبات كيميائية مثل “السولفيت” و”التانينات”. كما يُعتبر البيرة والمشروبات الروحية من المحفزات الأخرى التي قد تُسبب نوبات الصداع النصفي، لذلك يُنصح الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بتجنب شرب الكحول أو تقليله بشكل كبير.

4. المكسرات والبذور (Nuts and Seeds)

المكسرات مثل اللوز، والفول السوداني، والجوز، والبذور مثل بذور السمسم والشيا، تعتبر من الأطعمة التي قد تُسبب الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص. يحتوي العديد من المكسرات والبذور على “التيرامين” وهو مركب يُعتقد أنه يُسبب تغييرات في الأوعية الدموية في الدماغ ويؤدي إلى حدوث الصداع النصفي. علاوة على ذلك، تحتوي المكسرات على مستويات عالية من الدهون التي قد تكون ثقيلة على المعدة وتؤدي إلى تحفيز الصداع في حال تم تناولها بكميات كبيرة.

من الأسباب الأخرى التي قد تجعل المكسرات والبذور تُسبب الصداع النصفي هو احتواؤها على نسبة من “الهيستامين”، الذي قد يكون له تأثير تحسسي لدى بعض الأفراد. وعلى الرغم من أن المكسرات تعتبر صحية عند تناولها بكميات معتدلة، إلا أن تجنب تناولها بكثرة يمكن أن يساعد في تقليل احتمالية حدوث نوبات الصداع النصفي.

5. الأطعمة المُعالجة والمعلبة (Processed and Canned Foods)

الأطعمة المعالجة والمعلبة مثل الوجبات السريعة، اللحوم المدخنة، الصلصات الجاهزة، والمأكولات المجمدة تحتوي على مواد إضافية قد تحفز نوبات الصداع النصفي. من أبرز هذه المواد هو “الجلوتامات أحادية الصوديوم” (MSG)، التي تُستخدم في بعض الأطعمة الجاهزة لإعطاء نكهة إضافية. يُعتقد أن الجلوتامات أحادية الصوديوم يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتُسبب توسعًا في الأوعية الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى نوبة من الصداع النصفي.

بالإضافة إلى الجلوتامات أحادية الصوديوم، تحتوي الأطعمة المعالجة والمعلبة أيضًا على مواد حافظة وملونات صناعية قد تكون لها آثار جانبية سلبية على الأفراد الذين يعانون من الصداع النصفي. لذا يُنصح الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بتجنب الأطعمة المعالجة بشكل عام، واختيار الأطعمة الطازجة التي تحتوي على مكونات طبيعية.

الخلاصة

الصداع النصفي ليس مجرد حالة مرضية تُسبب ألمًا في الرأس، بل هو اضطراب معقد تتداخل فيه عدة عوامل، بما في ذلك العوامل الغذائية. الأطعمة التي تحتوي على التيرامين، الفينيل إيثيل أمين، والجلوتامات أحادية الصوديوم، وغيرها من المركبات الكيميائية قد تكون من المحفزات الرئيسية لنوبات الصداع النصفي لدى بعض الأفراد. تجنب تناول الأطعمة مثل الجبن المعتق، الشوكولاتة، الكحول، المكسرات، والأطعمة المعالجة قد يساعد في تقليل شدة وتكرار النوبات.

بالطبع، لا يعاني جميع الأشخاص من الصداع النصفي نتيجة لهذه الأطعمة، لكن معرفة ما يُحفز هذه الحالة قد يكون خطوة مهمة نحو إدارة الصداع النصفي والحد من تأثيراته على الحياة اليومية.